الأربعاء، 9 مارس 2016

القُدْس



أكبر مدن فلسطين التاريخية مساحةً وسكاناً وأكثرها أهمية دينيًا واقتصاديًا. تُعرف بأسماء أخرى في اللغة العربية مثل: بيت المقدس، القدس الشريف، وأولى القبلتين.
يعتبرها العرب والفلسطينيون عاصمة دولة فلسطين المستقبلية، كما ورد في وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية التي تمت في الجزائر بتاريخ 15 نوفمبر سنة 1988 (كون أجدادهم اليبوسيين تاريخيا، أول من بنى المدينة وسكنها في الألف الخامس ق.م). وتقع القدس ضمن سلسلة جبال الخليل وتتوسط المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط والطرف الشمالي للبحر الميت، وقد نمت هذه المدينة وتوسعت حدودها كثيرًا عما كانت عليه في العصور السابقة.
تعتبر القدس مدينة مقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية، الإسلام. فبالنسبة للمسلمين، فالقدس هي ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة، وهي أولى القبلتين، حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم بعد أن فُرضت عليهم حوالي سنة 610 للميلاد، وهي أيضًا تمثل الموقع الذي عرج منه نبي الإسلام محمد بن عبد الله إلى السماء، ولليهود، أصبحت المدينة مقدسة بعد أن فتحها النبي والملك داود حوالي سنة 1000 ق.م، وعند المسيحيين، أصبحت المدينة موقعًا مقدسًا، بعد أن دعا يسوع المسيح على إحدى تلالها المسماة "جلجثة" حوالي سنة 30  للميلاد . وكنتيجة لهذه الأهمية الدينية العظمى، تأوي المدينة القديمة عددًا من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى، مثل: كنيسة القيامة، حائط البراق والمسجد الأقصى - المكون من عدة معالم مقدسة أهمها مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي، على الرغم من أن مساحتها تصل إلى 0.9 كيلومترات مربعة (0.35 أميال مربعة.

خلال تاريخها الطويل، تعرضت القدس للتدمير مرتين، وحوصرت 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوها وفقدانها مجددًا 44 مرة. و استوطن البشر الموقع الذي شُيدت به المدينة منذ الألفية الرابعة ق.م، الأمر الذي يجعل من القدس إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم. تُصنّف المدينة القديمة على أنها موقع تراث عالمي، وقد جرت العادة والعرف على تقسيمها إلى 4 حارات، إلا أن الأسماء المستخدمة اليوم لكل حارة من هذه الحارات: حارة الأرمن، حارة النصارى، حارة الشرف (أو حارة اليهود)، وحارة المسلمين، لم تظهر إلا في أوائل القرن التاسع عشر. رشحت الأردن المدينة القديمة لتُدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي المهددة في سنة 1982.

الثلاثاء، 8 مارس 2016

جغرافيا القدس



تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبًا شرق البحر المتوسط، على رعن هضبة من هضاب جبال الخليل، التي تضم عددًا من الجبال بدورها، وهي: جبل الزيتون أو جبل الطور شرق المدينة، جبل المشارف ويقع إلى الشمال الغربي للمدينة، جبل صهيون ويقع إلى الجنوب الغربي وتكوّن البلدة القديمة جزءًا كبيرًا منه وتمر أسوارها من فوقه، جبل المكبر الذي سُمي بهذا الاسم عندما دخل عمر بن الخطاب القدس وكبّر على متنه، بالإضافة إلى جبل النبي صمويل، وجبل أبو غنيم.  وترتفع القدس عن سطح البحر المتوسط نحو 750 مترًا (2,460 قدمًا)، وعن سطح البحر الميت نحو 1150 مترًا (3,770 قدمًا) . بالإضافة إلى جبال القدس فإن هناك ثلاثة أودية تحيط بها وهي: وادي سلوان واسمه القديم "وادي قدرون"، الوادي أو الواد، وادي الجوز، ونبع أم الدرج.

الاثنين، 7 مارس 2016

الفتح الإسلامي



فتح بيت المقدس والعهدة العمرية:  أصبحت القدس مدينة مقدسة بالنسبة للمسلمين بعد حادثة الإسراء والمعراج وفق المعتقد الإسلامي، وبعد أن فُرضت الصلاة على المسلمين، أصبحوا يتوجهون أثناء إقامتها نحو المدينة، وبعد حوالي 16 شهرًا، عاد المسلمون ليتوجهوا في صلاتهم نحو مكة بدلاً من القدس، بسبب كثرة تعيير اليهود لمحمد وللمسلمين بسبب إستقبالهم لقبلة اليهود، ولأسباب أخرى.
وفي عهد الخليفة الاسلامي عمر بن الخطاب والفتوحات الإسلامية، أًرسل عمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح لفتح فلسطين عامة ونشر الدعوة الإسلامية فيها، لكن القدس عصيت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار. وعندما طال حصار المسلمين لها، طلب رئيس البطاركة والأساقفة، المدعو "صفرونيوس"، طلب منهم أن لا يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب بشخصه. فأرسل عمرو بن العاص يخبر عمر في المدينة بما طلبه صفرونيوس رئيس الأساقفة المسيحيين في القدس فاستشار الخليفة عمر بن الخطاب أصحابه فكان أول من تكلم عثمان بن عفان فقال: "أقم ولا تسر إليهم فإذا رأوا أنك بأمرهم مستخفن ولقتالهم مستحقر فلا يلبثون إلا اليسير حتى ينزلوا على الصغار ويعطوا الجزية". وقال علي بن أبي طالب: "إني أرى أنك إن سرت إليهم فتح الله هذه المدينة على يديك وكان في مسيرك الأجر العظيم". ففرح عمر بن الخطاب بمشورة علي فقال: "لقد أحسن عثمان النظر في المكيدة للعدو وأحسن علي المشورة للمسلمين فجزاهما الله خيراً ولست آخذاً إلا بمشورة علي فما عرفناه إلا محمود المشورة ميمون الغرة".
فقصد عمر بن الخطاب وخادمه ومعهما ناقة إلى بيت المقدس في رحلة شاقة. وما أن وصلا مشارف القدس حتى أطل عليهما صفرونيوس والبطاركة وسألوا من هذين الرجلين فقال المسلمون إنه عمر بن الخطاب وخادمه، فسأل أيهما عمر فقيل ذاك الواقف على قدميه إذ كان خادمه ممتطيا الناقة فذهلوا بهذا لانه مذكور في كتبهم، فكان الفتح العمري لبيت المقدس. كتب عمر مع المسيحيين وثيقةً عُرفت باسم "العهدة العمرية" وهي وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية، وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم، وعرض صفرونيوس على عمر بن الخطاب أن يؤدي الصلاة في كنيسة القيامة بعد أن حان موعدها أثناء زيارته لها، فخرج من الكنيسة وصلى على مبعدة منها وعاد. ولمّا سأله البطريرك صفرونيوس عن السبب أجابه أنه يخاف من أن يتخذ المسلمون من فعله ذريعة فيما بعد للسيطرة على الكنيسة فيقولون من بعده "ها هنا صلّى عمر" وبالتالي يحولون الكنيسة إلى مسجد للمسلمين. سمح المسلمون لليهود بالرجوع للسكن في المدينة بعد فتحها، وطبقوا عليهم ما طبقوه على المسيحيين من حماية لمقدساتهم مقابل الجزية. أقام المسلمون مسجدًا في الموقع الذي صلّى به عمر بن الخطاب، بالقرب من مدخل كنيسة القيامة اليوم.

قام عمر بن الخطاب بعد فتح المدينة بالبحث عن مكان المسجد الأقصى المذكور في القرآن والصخرة المقدسة واضعًا نصب عينيه الرواية التي سمعها من النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -  ليلة الإسراء، وسأل الصحابة وكعب الأحبار، وهو من اليهود الذين أسلموا، والبطريرك صفرنيوس، وكان عمر بن الخطاب يراجع المرافقين له حين يدلونه على مكان لا يجد أوصافه تنطبق على ما لديه قائلاً: "لقد وصف لي رسول الله صلّى الله عليه وسلم المسجد بصفة ما هي عليه هذه". وقد عثر الخليفة على مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة في وقت قصير، وكان المكان مطموراً بالأتربة التي تكاد تخفي معالمه. وأمر عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول، وإقامة ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسة، وعندما جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام 691، ثم بنى الخليفة الوليد بن عبد الملك الجامع القبلي عام709  م . ويقول المؤرخ من القرن العاشر، محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي، أن عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة وجعل منها ذهبية كي تطغى على قبب الكنائس المنتشرة في القدس، ولتصبح معلمًا بارزًا يلفت نظر الزائر أوّل ما يراها.  وقد اهتم الأمويون والعباسيون بالمدينة فشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين.

الأحد، 6 مارس 2016

تحرير القدس من الصليبين


الحروب الصليبية : أدّى تفكك الدولة العباسية إلى دويلات متناحرة إلى ضعف العمل بالشريعة الإسلامية من قبل بعض الحكّام، فسقطت القدس بقبضة السلاجقة سنة 1076، وإزدادت الأحوال سوءًا وتفككت الدولة وضعت شوكتها كثيرا من الداخل وامام أعدائها. وقد دعا الصليبين لاحتلال القدس وتحريرها من المسلمين واعتبارها مكان مقدس لهم، وانطلق الصليبيون في حملتهم الأولى سنة 1095  متوجهين إلى مدينة القدس، فوصلوها في سنة 1099  وضربوا الحصار عليها فسقطت في أيديهم بعد شهر من الحصار، وقتل الصليبيون فور دخولهم القدس قرابة 70 ألفًا من المسلمين وانتهكوا مقدساتهم، وقامت في القدس منذ ذلك التاريخ مملكة لاتينية تُحكم من قبل ملك كاثوليكي فرض الشعائر.

واستطاع القائد الاسلامي العظيم صلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الصليبيين عام 1187  بعد معركة حطين، وحرر القدس من دنسهم بعد ان حولوا المسجد لاسطبل للخيول، وعامل أهل المدينة المقدسة معاملة طيبة، وأزال الصليب عن قبة الصخرة، ودعا اليهود والمسلمين ليعودوا إلى المدينة، واهتم بعمارتها وتحصينها.

السبت، 5 مارس 2016

الاحتلال البريطاني وحرب 1948

سقطت القدس في ايدي الجيش البريطاني واحتلها بعد هزيمة الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى سنة 1917 م ، ومن ثم
انتدبت عصبة الامم المتحدة الاحتلال البريطاني للسيطرة على فلسطين سنة 1922 م، ووعدت الحكومة البريطانية اليهود باقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين بما يعرف وعد بلفور المشئوم سنة 1917 م، وقد زادت اعداد اليهود المستوطنين في فترة الانتداب البريطاني تمهيدا لاحتلال الارض، ومن ثم في عام 1929 قامت ثورة البراق رفضا لسياسة بريطانيا في جلب اليهود ومساعدتهم على الاستيطان واحتلال الارض والاستيلاء عليها، وفي عام 1947 م اعلنت بريطانيا انتهاء انتدابها لفلسطين وسلمت القضية للامم المتحدة بعد ان مهدت لليهود ودعمتهم بالسلاح والمال، وفي ذلك العام اعلنت الامم المتحدة قرار تقسيم فلسطين وتدويل قضية القدس، وقد استغلت ذلك العصابات اليهودية وبدعم دولي شنت حربا دموية على الفلسطين وقتلت وهجرتهم من القرى والمدن، وقد أدى ذلك لتدخل الجيوش العربية لدعم الفلسطينين في الحرب ضد العصابات الصهيونية عام 1948 م، ولكن ولدعم الامم المتحدة والمجتمع الدولي الظالم ولرضوخ الدول العربية للقرارات الدولية الظالمة خسرت الدول العربية والفلسطين الارض واحتلت العصابات الصهيونية فلسطين وتشرد الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة والبلاد العربية المجاورة، وسقط الجزء الغربي من القدس في ايدي اليهود الغاصبين.

الجمعة، 4 مارس 2016

الاحتلال الإسرائيلي وحرب 1967




شن العدو الصهيوني حربا اخرى ضد العرب والفلسطين بهدف احتلال اراضي فلسطينية جديدة، فشنت حربا ضد الفلسطينين والعرب في سنة 1967 م واحتلت على اثرها كل فلسطين بما فيها لضفة الغربية والقدس والاغوار والجولان وجزء من جنوب لبنان وسيناء، وعمل خلالها الحتلال السرائيلي على تهويد القدس وفرض السيطرة الصهيونية عليها، ولا تزال حتى الان تحتل القدس بشطريها بالرغم من التوصل لاتفاقات وصدار قرارات دولية عديدة، ولكن الاحتلال الاسرائيلي لا يلتزم باي من هذه القرارات او الاتفاقات الموقعة حتى اللحظة.

Advertise